على بعد 300 متر، كلية الحقوق، ليس عليكم سوى صعود الجسر، والاتجاه جنوباً بضعة أمتار، سترون مقدمة المبنى المهيبة. هذه الكلية عريقة، شارك في تأسيسها رئيس الوزراء السوري الأسبق فارس الخوري، وكان أستاذاً فيها، وخرجّت هذه الكلّية أعظم رجالات سوريا وقانونييها البارعين في سن القوانين وإنصاف المظلوم.
أما على الطرف الشرقي، تقع مديرية الآثار، والتكية السليمانية ووزارة السياحة، كما تعرفون نحن بلد غني سياحياً، عبرت من خلاله حضارات كاملة، انتهت وبقيت دمشق المصنّفة بالمناسبة كأقدم عاصمة في التاريخ، شيء عظيم أليس كذلك؟.
بمجرد الانتقال إلى الطرف الشمالي، نصبح على أطراف فندق الفور سيزن، أضخم فندق في دمشق، وعلى محازاته فندق داما روز، اعتقد أن الحفلات الآن قائمة على قدم وساق بمناسبة حلول عيد الفطر.
ياه، بلدنا جميلة جداً، أضواؤها ساحرة هنا وسط البلد. لكن الحظ قادنا نحن إلى هنا، إلى هذا المعتقل ذو الأربعة جدران عفنة ومغطاة بالكتابات وبقايا الرسوم.
لا مشكلة، هو حال المعتقلين في كل مكان، قبل يومين كنا في معتقل أسوأ في ريف دمشق، وانتقالنا اليوم إلى وسط دمشق، يعني أننا على بعد خطوة من الإفراج.
ثم على الأقل أمامنا هذه النافذة المطلّة على العالم. صحيح أن الألوان مازالت باهتة، لكن هنالك أمل بشيء ما مفرح.
ناما يا صديقاي، غداً سيكتب عنا الناس "الإفراج عن المعتقلين خارج السجون، العالقين منذ سنوات بانتظار أرواحهم التائهة".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق