آخر القصص
recent

دراما الواقع

حسام الزير

انتهى موسم الدراما، لسنا ندري، السوريون يراقبون الكهرباء، ساعة إضافية يتراكضون خلفها بلا وعي، نحو الحمّام، يصطف المتّسخون من الظلام الدامس، طابور آخر منزلي، يضاف إلى طوابير الانتظار السورية.

"مع وقف التنفيذ" حياة الحالمين بالأخبار المُفرحة ولو على سبيل مسلسل يستشرف تحسّن الأحوال، بدل أن ينقل لهم واقع ما وصل إليه أُمراء الحروب.

منازل فاخرة، بأرضيات سراميكية لامعة، وأثاث ملكي، ملابس تصرخ بعلاماتها التجارية، حفلات بوتوكس، فيلر، فات مهندسو الوجوه الدرامية أن الحدث لا يحتاج كل هذه التعديلات البلاستيكية لتبدو الوجوه صارخة بالمكياج في مشهد لمعاناة مواطن، لا مشكلة، "ماذا عن الكهرباء؟ّ!"، لضرورات درامية لا يشمل المسلسلات التقنين، خمس ساعات ظلام مقابل ساعة إن اكتملت.

النهار سيغطّي عيوب الكهرباء.

لا، عيوب أخرى تظهر، رحلة "كسر عظم" يعيشها المتّجهون نحو أعمالهم، تدافعاً أمام حافلات قليلة مازالت تتنازل وتعمل على خطوطها، بدل بيع مخصصاتها لأعلى سعر، خطّة تركيب أجهزة "GPS" لم تر النور منذ الإعلان عنها قبل عام "تعتزم وزارات ومؤسسات الحكومة السورية، تطبيق نظام التعقّب "جي بي إس (GPS)" على مختلف وسائل النقل الداخلي"، حسناً، الفارق بين الاعتزام والتنفيذ يحتاج إلى وقت.

الرحلة الأكثر ألماً، طَرق عيد الفطر "باب الحارة" السورية، "أهل المروّة" رفعوا أسعار الملابس استفادةً من موسم قد لا يتكرر، "كل طفل يحتاج إلى 100 ألف ليرة سورية ليفرح بملابس العيد" يقول أحد المعتزمون اعتزاماً حكومياً، شراء ملابس لأطفاله الثلاثة.

لن يلبس أطفالنا الـ"بروكار" الغالي، وبمثابة اقتراح على شكل "بقعة ضوء"، قد يكون كافياً لو تبرّع صنّاع "جوقة عزيزة"، "حارة القبّة"، "الكندوش" ببدل ملابسهم، ككسوة عيد لخمسة آلاف طفل سوري، وربما يزيد، إذا ما قررت "عزيزة خوخة - نسرين طافس" بيع اكسسواراتها.

حينها سنيقذ الدراميون موسمهم، و يلحقوا بركب الأكثر متابعة، هذه السنة الدراما كانت تبرعات خيرية.





الحكاية

الحكاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

hussam. يتم التشغيل بواسطة Blogger.